ديفيد أوجيلفي: أسطورة الإعلانات وكيف غيّر قواعد التسويق للأبد
ديفيد أوجيلفي: أسطورة الإعلانات ومؤسس قواعد التسويق الناجح في عالم الإعلان
يعد ديفيد أوجيلفي أحد الأسماء التي لا يمكن تجاهلها. وُلد في 1911 في إنجلترا، وحقق شهرة واسعة باعتباره "أب الإعلانات الحديثة".
هو الشخص الذي غيّر من طريقة تفكيرنا في كيفية جذب العملاء وبيع المنتجات من خلال الكلمات والصور.
لكن ما الذي يجعل أفكاره وإعلاناته لازالت تُدرس وتُطبَّق حتى اليوم؟

رحلة أوجيلفي في عالم الإعلانات
أوجيلفي
بدأ مسيرته في عالم الإعلان بمحض الصدفة،
حيث بدأ عمله في وكالة إعلانات صغيرة
ثم أسس وكالته الخاصة
في نيويورك التي حملت
اسم "Ogilvy & Mather".
مع مرور الوقت، أصبحت وكالته واحدة من أشهر وكالات الإعلانات في العالم،
وامتدت أعماله لتشمل العديد من العلامات التجارية الشهيرة،
مثل نيسان، رولز رويس، وبيتزا هت.
كان أوجيلفي دائمًا
يعتقد أن الإعلان هو عملية "بيع".
كان يضع في اعتباره أن الهدف ليس فقط جذب الانتباه، بل جعل العميل يشعر بضرورة شراء المنتج الذي يُعلَن عنه.
كانت حملاته تتميز بقدرتها على إحداث تأثير عاطفي في نفوس الجمهور، ومن أبرز هذه الحملات كانت حملته الشهيرة لعلامة رولز رويس.

السر وراء نجاح حملاته الإعلانية
من أشهر ما يُقال عن ديفيد أوجيلفي هو تركيزه على الشعور
والتجربة بدلاً من تقديم معلومات مجردة.
إحدى أشهر حملاته كانت لإعلان سيارة رولز رويس،حيث كتب أوجيلفي:
"عند سرعة 60 ميلاً في الساعة، أعلى ضجيج يأتي من الساعة الكهربائية."
هذه الجملة البسيطة كانت قادرة على نقل الإحساس الفاخر الذي يصاحب تجربة قيادة سيارة
رولز رويس،
مما جعل القارئ يتخيل نفسه في تلك اللحظة،
وفي تلك السيارة الفخمة، بدلاً من أن يخبره ببساطة أن السيارة هادئة.
وبهذا أسس مبدأ التصوير العاطفي في الإعلان.
ما الذي
يمكن تعلمه من أوجيلفي؟
1. أهمية الفهم العميق للعميل:
أوجيلفي كان يؤمن بأن الإعلان
يجب أن يكون مُصممًا وفقًا لما يشعر به العميل، وليس ما يعتقد المُعلن أنه بحاجة إليه. فهم
رغبات الجمهور وتطلعاته هو مفتاح الإعلان الناجح.
2. التأثير العاطفي:
لا تبيع المنتج فقط، بل
تبيع الشعور.
يركز أوجيلفي على خلق ارتباط عاطفي مع المنتج ليشعر العميل بحاجة ملحة
إليه.
3. الوضوح والبساطة:
كان يشدد على ضرورة أن تكون الإعلانات بسيطة وواضحة. لا حاجة
لتعقيد الأمور؛ العميل يريد أن يفهم بسرعة وبدون جهد.
4. العناوين المؤثرة:
يُعتبر أوجيلفي
من مؤسسي مبدأ "العنوان الجذاب" في الإعلان. كان يعتقد أن 80% من الأشخاص يقرؤون
العنوان فقط، ولذلك كان يحرص على أن يكون العنوان مثيرًا ومباشرًا بما يكفي لجذب الانتباه.
5. التأكد من مصداقية الرسالة:
كان دائمًا يشير إلى أهمية الصدق في الإعلانات. العميل
يمكنه أن يميز عندما يكون الإعلان مُبالغًا فيه أو ليس صادقًا.
أفكار أوجيلفي التي غيّرت الصناعة
من خلال دراسته للأسواق وفهمه للإنسان، كان أوجيلفي قادرًا على تحويل العديد من الشركات الكبرى إلى علامات تجارية عالمية. بعض من أبرز أفكاره هي:
أهمية الاختبارالمستمر:
كان يعتقد أن النجاح في الإعلانات يتطلب الاختبار المستمر. كان يشجع على تعديل
وتحسين الحملات بناءً على النتائج الحقيقية، وليس فقط بناءً على الفرضيات.
الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة:
كان أوجيلفي يولي أهمية كبيرة للتفاصيل الصغيرة في الإعلان مثل الخطوط، الصور، والألوان.
فقد كانت هذه التفاصيل هي التي تميز إعلاناته وتمنحها الحياة.
ماذا عن اليوم؟
ما زالت أفكار أوجيلفي تُستخدم وتُدرَّس حتى اليوم في الجامعات ووكالات
الإعلانات الكبرى.
سواء كانت الحملة التي تستهدف جمهورًا محليًا أو عالميًا، فإن مبادئه تظل
دليلًا أساسيًا في صناعة الإعلان.
في عصر الإعلان الرقمي اليوم، لا تزال الحاجة للتواصل العاطفي مع العملاء عبر الإنترنت بنفس الأهمية التي كانت عليه في أيام الإعلانات التقليدية.
خلاصة القول
ديفيد أوجيلفي لم يكن فقط كاتب إعلانات، بل كان فنانًا في صياغة الكلمات
القادرة على تحويل المنتجات العادية إلى تجارب غير قابلة للنسيان. هو يُعدّ مرشدًا في عالم
التسويق، حيث تُعتبر أفكاره أدوات قوية لنجاح أي حملة إعلانية. إذا كنت ترغب في تحسين
إعلاناتك أو حملاتك التسويقية، فالإلهام من ديفيد أوجيلفي هو المكان المثالي للبدء.
هل
ترغب في معرفة المزيد عن أعماله؟
تابعنا لمزيد من المقالات عن الأساطير في عالم التسويق والإعلانات
مقال جديد ان شاء الله